أبي ... لم أجد أحدًا يوصلني إلى المدرسة ..
أبي .. هذا مريولي .. أنتَ من اشتراه لي...
وهذي حقيبتي خاوية من كل شيء إلا الأحزان والآلام
أبي .. الجوع ..والخوف .. واليأس .. وبشر يتاجرون بمأساتي ..
مسؤول يتسول بنا الإعلام ... ويقتات الشهرة بفقرنا ..
وجمعيات تطعمنا الذل .. وتسقينا الهوان ..
وذاك السائق المتهور الذي تسبب في مقتلك .. حرٌّ طليق .. هو ذا يحكي بطولاته ومهاراته .. قالوا له ( يكفي ) .. وأطلق سراحه ؛ لأنه ابن السادة .. وما نحن لـ ( السادة ) إلا تسلية ومتعة ..!!
حتى صورتي باتت مطية شهرة لمن صوَّرها .. وتشرق جراحي حروفا لكاتب يستجدي قراء ليصفقوا ويمدحوا ..!!
آآآه يا أبي .. لا تسل عن أمي ؛ فقد رحلت هي الأخرى ..!!
وبقيت أنا وأخي الصغير .. تعلو صرخاته ضاحكا.. ويجري نحو الباب كلَّ ما تحرك : بابا ... بابا .. ( بابا جا ومعه لاوة ) .. فإذا هي الريح .. فيعود وحلاوته دمع .. وضحكاته عبرات يلوذ منها وبها إلى صدري .. فأضمه فيناغيني ..
لوان ( روان ) متى يدي ( يجي ) بابا .. ؟؟ فتختلط دموعنا .. ونبكي .. ونبكي .. حتى يمل منا البكاء فننام ...
يبه .. ودي أجي جنبك .. فأنا لا أشعر بالأمان إلا بجانبك