( رمضان كريم )
معكم أحبتي نتواصل مع الشهر الكريم لنستقبل هداياه الثمينة ، وفي لقاءاتنا السابقة أهدانا رمضان خمس هدايا ... هل تتذكرونها ؟
نعم :
الهدية الأولى : غفران الذنوب .
الهدية الثانية : جزاءٌ بلا حدود .
الهدية الثالثة : حصانة دبلوماسية من النار .
الهدية الرابعة : حصانة وقائية من المعاصي .
الهدية الخامسة : مراسيم استقبال عليا ..
أما اليوم فيهدينا رمضان هدية أخرى عظيمة وقيمتها ثمينة ..
الهدية السادسة : السعادة ...
نعم ؛ السعادة في الدنيا والآخرة ...
أليس الصيام هداية من الله ؟
إذن تأمل في قول مولاك جل جلاله : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً ؟ * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ) (طه)
وقد جاء في الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة ، أن النبي e قال: { للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره وفرحةٌ عند لقاء ربه}
أما فرحة الصائم عند فطره فهي فرحةٌ دنيوية وفرحةٌ عاجلة، وهي سعادة لأن السعادة في الحقيقة هي فرح القلب، فالذين يبحثون عن السعادة لا يجدونها إلا في طاعة الله تعالى وتقواه ، وهذا نموذج للسعادة.
فالذي يفطر يفرح عند فطره، وفرحه يكون من وجهين:
الأول: فرحه بأن الله تعالى أباح له الأكل والشرب ، والنفس مجبولة على حب الأكل والشرب، ولذلك تعبدنا الله تبارك وتعالى بتركهما، كما يترك الإنسان الجماع ، مع أنه يرغبه وقد ركب في طبعه وجبلته ، فيتركه طاعة لله تعالى ، فإذا أذن له في ذلك فرح بأنه سوف يأكل ويشرب.
الثاني : فرحه لأن الله تعالى وفقه لإتمام صيام ذلك اليوم ، وهو فرح أعلى وأسمى من الفرح الأول فيفرح بإكمال هذه العبادة وإتمامها على الوجه المطلوب ، فهو فرح من الوجهين .
أخي الحبيب : أدام الله سعادتنا في الدنيا وأتمها في الأخرى .
وإلى لقاء قادم مع هدية أخرى من الشهر الكريم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، وألقاكم على خير ،،،