سارحل عنك حبيبي

وريقات الحزن تتساقط على أرض العشق التي أسكنها منذ زمن ::
تشرق شمس العمر وتغيب ::
وتختفي معها كل صباحاتي الحالمة ::
كالحلمـ المتواري خلف سواد الليل الحزين ::
آهة تسكن صدر السماء ::
ويرمقني ذلك الغيمـ المملؤء بزخات المطر::
أسافر معها الى واحات الوجد المبعثرة في صحاري النبض ::
يأتي المساء مثقل بأنينه :: بحنينه ::
أحاول النومـ ::
وأتوسد الشوق القابع في روحي ::
لكن ::
أين هي آهات الغياب !!
وكأني بها حلمـ وردي يلون ليلي ::
تخذلني الآهات هذه الليلة ::
أبحث عنها ولا أجدها ::
كانت هنا منذ لحظة :: تحتضن وجعي وألمي ::
تعانق شوقي المثقل في روحي ::
وأضيع معها مثل ضياع الأثر ::
كخطوات عانقت رمل الصحاري وضوء القمر ::
كيف لها أن تتركني وتقرر الرحيل ::
وأنا التي لمـ أعتد على غيابها !!
مابها !!
أين هي !!
ألا تعلمـ بأن وجودها بقربي يريحني !!
آهاتي :: آهاتي ::
لمـ صمتك المطبق على روحي !!
لمـا قررت الرحيل فجأة عن سمائي
لمـ هذا الخوف والخجل من معانقة الدماء في أوردتي !!
من أخبركِ بأني أتقن البقاء بدون زفير الآهات وشهيقها ::
من همس لك ِ بأني أعشق الابتسامـ !!
ربما رأتني أبتسمـ ذات مساء !!
هل ساورتها الظنون بأني قد وجدت الفرح !!
هل ظنت بأن أغصان الغياب قد قررت الذبول ::
لتزهر ورود اللقاء من جديد !!
غريبة أنتي يا آهات عمري ويارفيقة دربي الطويل ::
أتذكرين عندما ساورني ذلك الحلمـ الجميل ::
حينما سكن مسامعي صوت الشوق الدفين ::
كان يناديني ::
حسام ::
حسام ::
أستيقظت فجأة مخنوق باكي ::
وصل النداء الى متاهات سمعي ::
وأنتشلني من حالة الهذيان التي كنت أعيشها في تلك اللحظة ::
تساءلت وانا بين الشك واليقين ::
وعيناي ذاهلة من هذا النداء ::
هذا أسمي وذلك صوتها الساكن في جوفي !!
من يناديني !!
وليس برفقتي في هذه اللحظة سوى جدران غرفتي الحالمة::
وأنتي ياآهاتي الغالية ::
لحظتها :: لمـ أجد سوى حضنك ويداك ِ تمسح على شعري ::
سألتك ِ :: هل عاد !!
وكان جوابك :: ان عاد لن تجديني أحتضن حضورك ياسارينا !!
أتذكرين !!
لمّـ يعد وسأموت ان لمـ تعودي !!
أرجوك ِ عودي الي ::
فمثلي لا تتقن الفرح ولن أستغني عن بقائك ِ في قلبي ::
فمعك ِ أهيمـ بذكريات الأمس وأحتضن الشوق بحضورك ِ الحزين ::
أرجوك ِ ::
عودي ::
عودي ::
لتتلون دموعي بلون المطر