يا دُنيا لِمَ؟
سرقتِ الفرحة
من أيدينا
قتلتِ البسمة
من فوق شفاهنا
فرقتِ بين حبيبين
و هما في عز الهناء
شردتِ أطفالا
لا ذنب لهم إلا أنهم
يعيشون في زمن الأنا
حولتِ أحلامنا إلى سراب
فشعرنا بغربة قاتلة
بالرغم من وجود الآلاف حولنا
يا دُنيا لِمَ؟
أصبحت حياتنا و كأنها حقيبة
بها القليل من الذكريات
عبارة عن خواطر و قصائد
فوق أوراق مبعثرة
و القليل من الصور
التي تشدو بأحلى لحظات
طفولتنا
و أجمل العبارات
لكنها تبقى ذكريات
فنحميها برموش عيوننا
يا دُنيا لِمَ؟
حياتنا أصبحت عبارة عن رحلة طويلة
ذُقنا فيها كل أنواع العذاب
فعشنا أيامها بحلوها و مرها
فحلوها هو الذي يسعدنا
و مرها الذي يصبرنا
على الاستمرار
يا دُنيا لِمَ؟
تجمدت المشاعر
و تحجرت القلوب
و لِما أصبح كل شئ باهت
و
بارد
و لما أصبحت أيامنا
و ليالينا متشابهة
فما عدنا نعرف
من الظالم و من المظلوم
فأصبح الجفاء و الظلم
هو هدفنا
يا دُنيا لِمَ؟
صار كل ما حولنا ذابل
و توقف شلال المشاعر الطيبة
عن العطاء
فجف نهر الحب
و تُهْنا في طريق طويل
حالك السواد
محاولين المُضي فيه
حتى النهاية
علنا نهتدي بوقود الأمل
و علنا نخرج من دوامة الحياة
و روتينها القاسي
و نبدأ المشوار من جديد
يا دُنيا لِمَ؟
هذا يحدث لنا
لما لا تتركينا نحطم هذا الجليد
كرهنا نظرتك الساخرة
وانتصارك الزائف علينا
أما آن الأوان
لنقيم مملكتنا من جديد
فمازلنا نطمح
في استرداد عرشك
و إقامة قصور
في كل أرجاءك
أسوارها
من الإخلاص
و الشفافية
و الصدق
لنحمي أنفسنا
من غدركِ بنا
فما رأيك يا دُنيا؟