والغيره عاطفه رائعه إذا ما تم السيطره عليها وعدم الإنجراف ورائها والا فإنها قد تقود الى مصائب أخرى جعلتها من نعمه الى نقمه على من يمارسها.
ولكن لن يكون محور حديثنا عن الغيره وطبيعتا وكيفيه التعامل معها وإنما سيكون الحديث عن السبب والباعث على الغيره ما هو؟
قد يكون من الطبيعي أنه عندما نحب شخص ما أن نحس بالغيره تجاهه هذه الغيره منبعها حبنا له وشغفنا به وتتفاوت هذه الغيره بتفاوت درجه حبنا لمن نغار عليه، فمن تكن له مشاعر دافئه غيرتك عليه ليست كالشخص الذي يعتبر مجرد صديق أو ما شابه أو حتى قريب.
ولا تعدو الغيره إلا أن تكون كغيرها من جمله العواطف الانسانيه ولهذا فإنها تكون موجوده لدى الانسان منذ خلقته ولكنها قد تخضع للتغيرات في سن معينه كما وأن للإنسان القدره على كيفيه التحكم والتعامل معها والأمر ليس بالهين لأنها نابعه من القلب وليس العقل الى حد ما.
وكما أن الغيره نتيجه طبيعه للحب والذي غالباً ما يكون هو المحرك الرئيس لها الا أنها غالبا ً أيضاً ما تكون نتيجه أساسيه لغريزه حب التملك لدى البشر عموما فعندما تحس بأن شيئاً ما ملك لك فأنك بالمقابل لا تسمح لأحد أن يتعدى عليه أو يكون له أي شأن به.
ولكننا الى حتى الأن لم نحدد سبب الغيره هل هو الحب أم غريزه التملك؟
والواقع أن الغيره قد تكون عاطفه من خليط بين الأمرين فمن تحبه تريده أن يكون لك وحدك ولكن لا بد من تغليب أحد الأمرين على الأخر وحيث أن عاطفه الحب أقوى من غيرها من العواطف وحيث أن غريزه التملك لا تقوى لأن تجابه هذه العاطفه (الحب) فـإن الغيره في منظوري هي نتيجه للحب وكذلك الحال بالنسبه للتملك فالحب يأتي أولاً وبعده يأتي كل من الغيره والتملك. وهذا التملك بطبيعه الحال تملك معنوي وليس حسي فهو أمر غير ملموس.
والسؤال الأن هل الحب سبب منطقي ومقنع للغيره؟
وهل الرغبه او الإدعاء بتملك الغير مقبول أساساً من قبل هذا الغير؟
وهل الغيره عاطفه محموده أم مذمومه من جانب من تمارس عليه وليس من جانب من يمارسها؟
وهل المحرك للغيره العقل أم القلب أم كلاهما معاً مع تغليب أحدهما على الأخر؟
أسئله لن تكون الإجابه عليها صادقه الا لمن عايشها ولهذا لن أجيب عليها.... وشكراً لكم