زمن الرحيل
عدد المساهمات : 757 تاريخ التسجيل : 15/08/2008
| موضوع: كيف تعززين ثقة طفلك بنفسه......؟؟ الأربعاء سبتمبر 03, 2008 5:44 pm | |
| كيف تعززين ثقة طفلك بنفسه......؟؟
تنمو ثقة الطفل بنفسه انطلاقا من حبه وإيثاره لنفسه ووصولا إلى مرحلة إيمانيه بقدرته على حل المشكلات التي تواجهه وهذا يتيح له فرصه اكتساب المزيد من المهارات والاستفادة من أخطائه . ويدرك الطفل إن قدراته محدودة ولا تسمح له بالقيام بكل ما يخطر بباله .
لهذا ليس من الضروري الإشارة باستمرار إلى نقاط ضعفه أو جعله هدفا للانتقاد . فمهما خفت حدة هذه الانتقادات واتسمت بالاعتدال فإنها لا بد أن تترك أثرا في نفسه . وتكرارها بمناسبة أو بدون مناسبة يشعره بأنه غير صالح للقيام بأي شيء ذي قيمه وان كل حركة أو بادره صادره عنه تجلب إليه النقد والتجريح . وهكذا تقل ثقته بنفسه تدريجيا ويستسلم من دون بذل أدنى جهد من طرفه ويغدو متكلا على الآخرين ومترقبا كيف سيتصرفون . من ناحية أخرى لا ينصح بالمبالغة في الثناء عند كل صغيرة وكبيرة وإنما يجب حصر المديح في أشياء محدودة كي لا تختلط . فلا يقدر على التمييز بين ما هو اعتيادي واستثنائي .......
مواقف يجب تجنبها:
لنتأمل هذه الحالة : بعد تنبيه طفلك بأنه لا يجوز له حمل كوب الحليب إلى غرفه النوم ، يفاجئك بأخذ كوب الحليب معه وسكب الحليب على لحاف السرير . في مثل هذه المواقف يبدو مغربا جدا توجيه اللوم إليه مثل :" الم اقل لك ؟ انظر الآن ماذا فعلت . إن إنذاراتك ... الخ " .ولكن في كثل هذه العبارات الموبخة تزيد الطين بله وتضيف مشاعر الخيبة والإحباط إلى إحساس الطفل بالعجز نتيجة إخفاقه في هذه المهمة البسيطة . عوضا عن ذلك حاولي أن تقدمي له الدعم والمساندة كان قولي له :" لقد حاولت الاحتفاظ بالكوب بين يديك ولكنك لم تفلح في ذلك ، ينبغي إذاً في المرة المقبلة أن تحتسي حلبيك في المطبخ قبل أن تأوي إلى الفراش ........
الأحاديث الجانبية :
يعتقد بعض الأمهات بأن الطفل يتأثر فقط بالكلام المباشر الموجه إليه ، وأنه غير معني بالأحاديث الجانبية . هذا طبعا تصور خاطئ ، لأن الطفل يعيش في وسطنا الاجتماعي ولا يمكن فصله عن الواقع المحيط بنا . إن أي انتقاد أو تعليق سلبي عنه يتم تداوله في الأحاديث أو مناقشات النسوة أو يرد ذكره في سياق مكالمة هاتفيه مثلا يمكن أن يجرح مشاعره . وقد يسئ فهم ما يقال عنه ، ويعتقد بأن الرأي الوارد في مثل هذه الأحاديث نهائي وغير مقبول للتغيير . متصورا انه لن ينجح أبدا في قلب التصور السائد عنه ..........
النقد الذاتي :
قد تستغربين إن بعض التعليقات السلبية التي تطلقينها عن نفسك يمكن أن تنتقل كالعدوى إلى طفلك ، وتهز ثقته في نفسه . فالطفل يتمتع بقابليه كبيره للنسخ والتقليد ، وعندما يلاحظ تململك في مواجهة المصاعب ويشهد تذمرك الدائم فأنه سيقتنع في قراره نفسه بأنك غير مؤهلة لحمايته والاعتناء به ، حينئذ من الممكن أن يصاب بالقلق والهلع وستتدهور ثقته بنفسه . لذلك قبل أن تنطقي بمثل هذه العبارات مثل " لا اقوي على تحمل كل هذا " ، " لا يحالفني الحظ أبداً " ، " لا شيء يدعو إلى البهجة " ، فكري في انك لن تقدمي له بهذه الطريقة نموذجا للشخص الذي يحسن التعامل مع مشكلاته ، ويتميز بالانشراح والتفاؤل ..........
نصائح عملية :
مع بلوغ الطفل سن الالتحاق بالمدرسة يكون قد تبلور لديه شعور باحترام الذات ، والاعتزاز بقدراته ، وكلما كان هذا الشعور راسخا ، ازدادت فرصه في خوض تجارب مفيدة وخلق صداقات جديدة . أما الطفل الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس فإنه حتما سيعاني صعوبة بالغه في مجابهة التحديات ، وقد يحتاج إلى مساعدة تربويه أو اجتماعيه تمكنه من تجاوز أزماته . وهنا يبرز دور المدرسة بعد الأسرة في تشخيص حالة الطفل وتقديم العلاج المناسب له . ولا ينتفي دور الوالدين بعد التحاق الطفل بالمدرسة .........
فيما يلي بعض النصائح يكمن إتباعها لانتهاج دور أكثر مسؤولية تجاه الأبناء ، بهدف رفع معنوياتهم وتقويه اعتمادهم على أنفسهم.
1/ ثقي بقدرات طفلك ، وأظهري له ذلك ودعيه يدر أنه جدير بالثقة ، وأنه شخص محبوب وعزيز جدا عليك ......
2/ لا تبخلي عليه بالتشجيع ، وأكدي له أن أخطاءنا خير إسناد لنا ، وأنه من الطبيعي أنه يخطئ المرء أحيانا وأم يستدرك خطأه كجزء من تجربه النمو والدخول إلى عالم الكبار ........
3/ انتقدي تصرفاته إذا لزم الأمر ، لا شخصيته . فالانتقادات المنصبة نحو شخص تفقده احترامه لذاته ، وتجعله يظن انه سبب كل المشكلات التي تصيب عائلته . اظهري الاحترام تجاه هواياته ومشاغله واهتماماته حتى لو بدت واهية ومملة وغير ذات فائدة بالنسبة إليك ......
4/ تقبلي المخاوف التي يفصح عنها طفلك بجديه ، حتى لو بدت تافهة من وجهة نظرك فهي مصدر قلق له ولا يجوز إهمالها أو إلقاؤها جانبا ، من دون التمعن في تفاصيلها والغوص في مسبباتها .......
5/ شجعيه على الاستقلالية وخوض تجارب جديدة ومواجهة بعض المخاطر المحسوبة التي تزيد ثقته بنفسه ، فيتعلم من أخطائه ولا تجعليه ماده للسخرية أبداً .......... | |
|