لك كل شيء يا حبيبي
لك همسنا الصيفىُّ
أغنية الفتاةِ؛
إذا أطلتْ
من شبابيكِ
المدى؛
لتعانق الولد النديَ؛
بحنينها؛
فيخطُّ؛ بالوجعِ المدَمِّرِ
ما محا
لكَ
حزننا
اليوميّ؛
دمدمةُ الحزينِ
إذا اكتوى
بجراحهِ
وإذا انتحى
لك فى البكورِ
صَلاتُنا
ودعاؤنا
ورنيمُ صوتِ الشيخِ
عبدالباسطِ
المجتاحِ؛
حين يهزنا
بالذارياتِ
وبالضحى ..
لك ماتشاء؛
من البكاءِ
من المواعيدِ العتيةِ
حين نضربها
لعشقكَ
دون أن نحتاطََ
في استرسالها ..
لك رملنا
وصخورنا وطيورنا
وربوعنا .. ونجوعنا
ونجيعنا
لك جوعنا
وأنينُ وقع حفاتِنا
لك ما تناثر من كلامٍ فاتَنَا
وجفا ورودَ صفاتِنا
ورنينَ طبلِ حجازنا
وبياتِنا
لك ما يعنُّ
وما يجنُّ من الحديثِ
إذا ارتمتْ
أحلامنا البيضاءُ
في نصف الطريقِ
وحَطَّمتْ أوقاتنا
***
لك ما يليقُ
بماء عطركَ
في النسيمِ؛
وماء مائكَ؛
حين يقتلنا الظمأْ
لك كل أوصالِ الحكايةِ
نصفها
وقيودها
وقليلها .. وعديدها
وجديدُها؛ والمشتهى
والمنتهى والمبتدأ
***
ولك اليراعُ
لك الشراعُ
لك السفائن أبحرت
وَتَبخْتَرَتْ
ولك الأماكن شُجِّرَتْ
ولك القلوبُ اخضوضرتْ
واغرورقتْ بالدمعِ
حين تهجَّدَتْ؛
واستفْسَرَتْ
عما دهاكَ
تحالفتْ
وعذابها
ضدَّ الزمنْ
***
لك روُحُنا
وجروحنا
وصروحنا وشموخنا ورضوخنا
إن أرَّقَتْكَ شواغلٌ؛
ومشت على وجه الصباح
سحابةٌ
ضخَّتْ على أعنابهِ
مطر ُ المحنْ
***
لك كل شيءٍ
تشتهيهِ
وكل شيءٍ تبتغيهِ
وليس نملك
غير أن نهواك
دوما
أن نحبك
رغم ظلمك
رغم قسوتك النبيلةِ
يا رفيق المعجزات الخضرِ
يا هذا الوطن.