أصبح الطلاق إحدى المشكلات الاجتماعيّة الخطيرة، التي تهدّد بعض المجتمعات الإسلاميّة بالتفكك والانهيار، فقد تجاوزت نسبتها في بعض الدول الإسلاميّة الحدّ المعقول.
فقد كشفت إحصاءات مصريّة حديثة أن هناك (240) متزوجة يتعرضن للطلاق يومياً، أي أنه توجد مطلقة كل ست دقائق، وقد ورد في التقرير الصادر مؤخراً عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر أن عدد المطلقات مليونان و(459) ألف مطلقة العام الماضي.
وأكد التقرير أن 42% من حالات الطلاق عادة ما تكون بسبب عدم قدرة الزوج على الوفاء باحتياجات أسرته وأولاده المادية والاقتصادية، و25% من حالات الطلاق تحدث بسبب تدخل الأهل والأقارب، و12% ترجع للسلوك الشخصي لأي من الزوجين نظراً لسوء الخلق والتعدّي بالسبّ والقول والفعل والضرب وإدمان الزوج للمخدرات، والاختلاط بأصدقاء السوء.
ويقول أستاذ علم الأخلاق بالجامعات المصرية الدكتور أحمد عبد الرحمن: "إن الطلاق شيء طبيعي، ولكن زيادته هي المشكلة؛ لأنه سيترك أولاداً بدون آباء، فهو جناية على الأجيال القادمة، مما يسبّب ارتفاعاً في نسبة الجريمة، كما هو في أمريكا".
ويرى الدكتور عبد الرحمن أن السبب الرئيس لهذه الظاهرة يكمن في الخلل الكبير الذي أُصيبت به الأسرة؛ إذ لا يملك الشاب المصري توعية إسلامية جيدة بنظام الأسرة، وكيف تنمو وتتماسك وتعبر الأزمات، ولكنه يرغب في الزواج لمجرد إشباع الرغبة.. فهو لم يتلقَّ تربية عن كيفية معاملة زوجته، بل كل ما يعرفه مأخوذ من المسلسلات، كما أنه لم يدرس شيئاً عن الحياة الزوجية، ويتوقع أنها عبارة عن "شهر عسل" لا ينتهي كما تصوّر الأفلام، على خلاف الحقيقة مما تتعرض له الأسرة من أزمات يعجز الزوجان أحياناً عن مواجهتها، وكأن الشاب يتكلف بمهمة غير مستعدّ لها، ولذلك فإن الأسرة تحتاج لتدريب أو تربية.
وأشار الدكتور عبد الرحمن إلى ضرورة توفير الوعي الديني لدى الشباب حول كيفية إدارة الأسرة بداية من استعداد الشاب للزواج تمشياً مع التدرّج الطبيعي للحياة الأسرية (شاب - زوج – أب)، مؤكداً على أن الحلّ يكمن في اتباع تعاليم الإسلام في كافة شؤون الأسرة الاجتماعيّة.