Noha Lotfy
عدد المساهمات : 249 تاريخ التسجيل : 07/02/2009
| موضوع: **** قصيدة و رد **** الجمعة فبراير 20, 2009 7:27 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يقول أمير الشعراء في قصيدته ( قم للمعلم ) :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا و عقولا
سبحانك اللهم خير معلم علمت بالقلم القرون الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته و هديته النور المبين سبيلا
و طبعته بيد المعلم تارة صدئ الحديد وتارة مصقولا
أرسلت بالتوراة موسى مرشدا وابن البتول فعلم الانجيلا
و فجرت ينبوع البيان محمدا فسقى الحديث وناول التنزيلا
علمت يونانا ومصر فزالتا عن كل شمس ما تريد أفولا
و اليوم أصبحتا بحال طفولة في العلم تلتمسانه تطفيلا
من مشرق الأرض الشموس تظاهرت ما بال مغربها عليه أديلا
يا أرض مذ فقد المعلم نفسه بين الشموس وبين شرقك حيلا
ذهب الذين حموا حقيقة علمهم و استعذبوا فيها العذاب وبيلا
في عالم صحب الحياة مقيدا بالفرد مخزوما به مغلولا
صرعته دنيا المستبد كما هوت من ضربة الشمس الرؤوس ذهولا
سقراط أعطى الكأس و هي منية شفتي محب يشتهي التقبيلا
عرضوا الحياة عليه وهي غباوة فأبى و آثر أن يموت نبيلا
ان الشجاعة في القلوب كثيرة ووجدت شجعان العقول قليلا
ان الذي خلق الحقيقة علقما لم يخل من أهل الحقيقة جيلا
و لربما قتل الغرام رجالها قتل الغرام كم استباح قتيلا
أو كل من حامى عن الحق اقتنى عند السواد ضغائنا و ذخولا
لو كنت أعتقد الصليب وخطبه لأقمت من صلب المسيح دليلا
أمعلمي الوادي وساسة نشئه والطابعين شبابه المأمولا
و الحاملين اذا دعوا ليعلموا عبء الأمانة فادحا مسؤولا
ونيت خطى التعليم بعد محمد ومشى الهوينا بعد اسماعيلا
كانت لنا قدم اليه خفيفة ورمت بدنلوب فكان الفيلا
حتى رأينا مصر تخطو اصبعا في العلم ان مشت الممالك ميلا
تلك الكفور وحشوها أمية من عهد خوفو لم تر القنديلا
تجد الذين بنى المسلة جدهم لا يحسنون لابرة تشكيلا
و يدللون اذ أريد قيادهم كالبهم تأنس اذ ترى التدليلا
يتلو الرجال عليهم شهواتهم فالناجحون ألذهم ترتيلا
الجهل لا تحيا عليه جماعة كيف الحياة على يدي عزريلا
والله لولا ألسن وقرائح دارت على فطن الشباب شمولا
و تعهدت من أربعين نفوسهم تغزو القنوط وتغرس التأميلا
عرفت مواضع جدبهم فتتابعت كالعين فيضا والغمام مسيلا
تسدي الجميل الى البلاد وتستحي من أن تكافأ بالثناء جميلا
ما كان دنلوب و لا تعليمه عند الشدائد يغنيان فتيلا
ربوا على الانصاف فتيان الحمى تجدوهم كهف الحقوق كهولا
فهو الذي يبني الطباع قويمة وهو الذي يبني النفوس عدولا
و يقيم منطق كل أعوج منطق ويريه رأيا في الأمور أصيلا
و اذا المعلم لم يكن عدلا مشى روح العدالة في الشباب ضئيلا
و اذا المعلم ساء لحظ بصيرة جاءت على يده البصائر حولا
و اذا أتى الارشاد من سبب الهوى و من الغرور فسمه التضليلا
و اذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
اني لأعذركم و أحسب عبءكم من بين أعباء الرجال ثقيلا
وجد المساعد غيركم و حرمتم في مصر عون الأمهات جليلا
و اذا النساء نشأن في أمية رضع الرجال جهالة وخمولا
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما و بحسن تربية الزمان بديلا
ان اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا
مصر اذا ما راجعت أيامها لم تلق للسبت العظيم مثيلا
البرلمان غدا يمد رواقه ظلا على الوادي السعيد ظليلا
نرجو اذا التعليم حرك شجوه ألا يكون على البلاد بخيلا
قل للشباب اليوم بورك غرسكم دنت القطوف وذللت تذليلا
حيوا من الشهداء كل مغيب و ضعوا على أحجاره اكليلا
ليكون حظ الحي من شكرانكم جما و حظ الميت منه جزيلا
لا يلمس الدستور فيكم روحه حتى يرى جنديه المجهولا
ناشدتكم تلك الدماء زكية لا تبعثوا للبرلمان جهولا
فليسألن عن الأرائك سائل أحملن فضلا أم حملن فضولا
ان أنت أطلعت الممثل ناقصا لم تلق عند كماله التمثيلا
فادعوا لها أهل الأمانة و اجعلوا لأولي البصائر منهم التفضيلا
ان المقصر قد يحول و لن ترى لجهالة الطبع الغبي محيلا
فلرب قول في الرجال سمعتم ثم انقضى فكأنه ما قيلا
و لكم نصرتم بالكرامة والهوى من كان عندكم هو المخذولا
كرم وصفح في الشباب و طالما كرم الشباب شمائلا و ميولا
قوموا اجمعوا شعب الأبوة و ارفعوا صوت الشباب محببا مقبولا
أدوا الى العرش التحية واجعلوا للخالق التكبير و التهليلا
ما أبعد الغايات الا أنني أجد الثبات لكم بهن كفيلا
فكلوا الى الله النجاح وثابروا فالله خير كافلا و وكيلا
و بهذه القصيدة رد الشاعر ابراهيم طوقان على أمير الشعراء
(شوقي ) يقول و ما درى بمصيبتي
قم للمعلم وفه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلا
من كان للنشء الصغار خليلا
و يكاد يقلقني ( الأمير ) بقوله
كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرب التعليم ( شوقي ) ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمة و كآبة
مرأى الدفاتر بكرة و أصيلا
مئة على مئة اذا هي صلحت
وجد العمى نحو العيون سبيلا
و لو أن في التصليح نفعا يرتجى
و أبيك لم أك بالعيون بخيلا
لكن اصلاح غلطة نحوية
مثلا و أتخذ الكتاب دليلا
مستشهدا بالغر من آياته
أو بالحديث مفصلا تفصيلا
و أغوص في الشعر القديم فأنتقي
ما ليس ملتبسا و لا مبذولا
و أكاد أبعث ( سيبويه) من البلى
و ذويه من أهل القرون الأولى
فأرى حمارا بعد ذلك كله
رفع المضاف اليه والمفعولا
لا تعجبوا ان صحت يوما صيحة
و وقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته
ان المعلم لا يعيش طويلا
***** مع تحياتي الخالصة لكل المعلمين *** ** | |
|